• تبلغ مساحة القِدِيِّة 334 كيلومترًا مربعًا، وتفوق مساحتها مساحة كبرى المدن الترفيهية العالمية، إذ تتجاوز مساحة والت ديزني وورلد في الولايات المتحدة الأمريكية، بنحو ضعفين ونصف المساحة

 

بعد الإعلان عن رؤية السعودية 2030 التي تستهدف على نحو رئيس تنويع مصادر الدخل في الاقتصاد السعودي من القطاعات غير النفطية، كانت منهجية العمل لتنفيذ آليات هذه الرؤية تستدعي التخطيط لمشروعات عملاقة بحجم الطموح والتحديات التي يخوضها أبناء الوطن لتحقيق النهضة المنشودة. من هنا جاء الكشف عن عدد من المشروعات الضخمة في مختلف مناطق المملكة، كان من بينها مشروع القِدِيّة. هذا المشروع الذي قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بتدشينه، ليؤسس لعصر جديد في عالم الترفيه، والرياضة، والثقافة، بوصفه إحدى مبادرات صندوق الاستثمارات العامة، وأكبر مشروع من نوعه في المملكة يقام وفق معايير عالمية.

يقع المشروع على بعد 40 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة الرياض، على مقربة من جبال طويق، وطريق القوافل القديم. ويمكن الوصول إليه بالسيارة من وسط الرياض في نحو 20 دقيقة، بينما يبعد عن مطار الملك خالد الدولي بنحو ساعة واحدة فقط.

مستقبل الترفيه

يهدف مشروع القِدِيّة إلى تلبية احتياجات شرائح المجتمع لممارسة الأنشطة الترفيهية التي تثري حياتهم. ويقوم المشروع وفق ست مجموعات رئيسة هي: مدن الملاهي، والحلبات الرياضية، وسباق السيارات والدراجات، وألعاب الثلج والمياه، والمناظر الطبيعية الخلابة، والنشاطات الثقافية والتعليمية. وكلٌّ من هذه الأنشطة يتنافس على تنفيذها وتطويرها شركات عالمية تسعى إلى ابتكار تجارب ترفيهية لا مثيل لها.

مساحة شاسعة ونشاطات فريدة

تبلغ مساحة القِدِيِّة 334 كيلومترًا مربعًا، وتفوق مساحتها مساحة كبرى المدن الترفيهية العالمية، إذ تتجاوز مساحة والت ديزني وورلد في مدينة أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية، بنحو ضعفين ونصف المساحة. كما تبلغ مساحة القِدِيِّة 100 ضعف مساحة حديقة سنترال بارك الشهيرة الواقعة في منطقة مانهاتن في نيويورك.

هذه المساحة الشاسعة للمشروع أتاحت له أن يضم عددًا من المدن الترفيهية والرياضية التي سيجري بناؤها وفق طرز معمارية مبتكرة، تؤهلها لاستضافة المسابقات والألعاب الرياضية الكبرى، وذلك عبر توفير المضامير الصحراوية التي سيجري تخصيصها لرياضات السيارات، بالإضافة إلى الرياضات المائية والثلجية.

مراحل المشروع

يجري إنجاز المشروع عبر ثلاث مراحل. بدأت المرحلة الأولى مع إطلاق ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان فكرة المشروع في عام 2017، وهي مرحلة بناء مرافق المدينة الترفيهية المتميزة، إذ جرى البدء في تدشين البنى التحتية للمدينة، وبدأ العمل في بناء المرافق وفقًا للمخطط، وسيجري افتتاح المرحلة الأولى في عام 2022.

تضم هذه المرحلة إنشاء متنزه ترفيهي للألعاب يحمل اسم العلامة التجارية الشهيرة Six Flags، الشركة الرائدة في مجال المتنزهات الترفيهية على مستوى العالم، إذ وقَّع صندوق الاستثمارات العامة اتفاقية مع الشركة لتصميم المتنزه وتطويره.

أما المرحلة الثانية فستكون مرحلة تطوير المجموعات الرئيسة، وستشمل أيضًا بناء أربعة آلاف وحدة سكنية في المدة الواقعة بين عامي 2023 و2025، ويزداد عددها في المرحلة الثالثة التي هي مرحلة اكتمال المشروع ونمو المدينة ليصبح إجمالي عدد الوحدات السكنية 11 ألف وحدة بحلول عام 2030. ومن المقرر أن يجري إنجاز المرحلة الثالثة من المشروع بين عامي 2026 و2035.

وقد وصف ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، مشروع القِدِيّة بأنه سيصبح معلمًا حضاريًا بارزًا، ومركزًا مهمًا لتلبية رغبات جيل المستقبل واحتياجاته الترفيهية، والثقافية، والاجتماعية في المملكة. بذلك ستصبح القِدِيّة عاصمة المغامرات المستقبلية، والخيار الأول للترفيه والوجهة المفضلة لطالبيه، لما توفره من أنشطة نوعية جرى اختيارها بعناية فائقة، وجرى تصميمها وفق أحدث المواصفات العالمية المتطورة، لتضفي البهجة والمرح على تجربة الترفيه في المملكة العربية السعودية.

عوائد اقتصادية

يقدَّر أن يسهم مشروع القِدِيِّة بنحو 17 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد المملكة، وذلك بعد استعادة مليارات الريالات التي يجري إنفاقها على السياحة الخارجية، إذ يُقدِّر صندوق الاستثمارات العامة الإنفاق الداخلي للفرد بنصف معدل الإنفاق الخارجي. مع حلول عام 2030 سيجري توفير 57 ألف فرصة عمل لشباب الوطن وفتياته. وستصبح القِدِيّة قادرة على استقطاب 17 مليون زائر لقطاع الترفيه، و12 مليون زائر لقطاع التسوق، ومليوني زائر لقطاع الضيافة، لتشكّل بذلك قيمة مضافة للاقتصاد السعودي، ونواة لقطاع اقتصادي جديد، سيترافق معه ظهور قطاعات وخدمات أخرى لم تكن مطروقة في السابق.

القِدِيّة طريق القوافل القديمة

استُوحي شعار القدية من سلسلة جبال طويق التي يُعد المشروع جزءًا منها. وتتميز هذه الجبال بمشاهدها الخلابة وتضاريسها الفريدة. ويقع جنوب هذه المنطقة «درب أبا القِد»، وهي طريق صخرية ضيقة وعرة تمتطي ظهر جبلٍ من جبال طويق، وتتعرج معه يمنة ويسرة، وتمتد إلى أعلى الجبل.

يقع درب أبا القِد، أو القِدِيِّة، أو طريق القوافل، جنوب بلدة قصور المقبل، التابعة لمحافظة ضرماء غربي الرياض، على مقربة من مشروع القدية. وكانت الطريق بوابة للرياض، وهمزة وصل بينها وبين الحجاز وبقية ديار نجد الغربية. ويعد الطريق من طرق البخور المهمة الشهيرة قديمًا في منطقة اليمامة. إذ تخترق جبال طويق الشاهقة صعودًا، وتمتد إلى أعلى بنحو كيلو متر واحد، وتتكون من أحجار صخرية مشذبة، رصفت بدقة مذهلة، يعود تاريخها إلى العصر الإسلامي الأول.

هُيئت طريق أبي القِد لنزول الجمَّالة وصعودهم بأحمالهم. وروعي في بنائها وضع «الرتج»، وهو الحجر الكبير للحماية من التردي في المنحدرات، لاسيما عند المنحنيات الخطرة. يوجد مسجدان عند نهايتي الطريق العتيقة التي كانت تستخدم لنقل البضائع المتنوعة من مواد بناء، وأقمشة، وعطارة، وثمار لبيعها في مدينة الرياض.

 

x
You are looking for