- سيجري إحياء منطقة الساحل المُطوّر ببرامج فنية وثقافية من حول العالم، إضافة إلى متحف للفن المعاصر، وقرية ثقافية، وأنشطة المغامرات البحرية
على امتداد سواحل المملكة العربية السعودية الغربية على البحر الأحمر يجري العمل على عدد من المشاريع الكبرى التي من شأنها أن تغير وجه المملكة، وتسهم بدفع عجلة التنويع الاقتصادي، وتعزز موقع المملكة على خارطة المنطقة السياحية، بدءًا بمشروع مدينة المستقبل نيوم الواقعة بمنطقة تبوك، ومشروع البحر الأحمر الذي يستهدف تطوير نحو 90 جزيرة بين منطقتي أملج والوجه، ومشروع أمالا، الذي يجسد وجهة فائقة الفخامة للاستجمام والاسترخاء، ويقع بين نيوم ومشروع البحر الأحمر.
ينسجم مشروع أمالا الذي جرى الإعلان عنه في سبتمبر 2018 مع رؤية السعودية 2030 التي تستهدف تطوير قطاع الضيافة لتكون رائدة في هذا المجال المتوقع انتعاشه في السنوات المقبلة، لتصبح أمالا وجهة فريدة من نوعها للمنتجعات الفاخرة. إذ جرى التخطيط للمشروع ليفوق التصورات من جانب الخدمات المقدمة وسط المحيط الطبيعي الخلاب، لتمزج أمالا بين التجارب الفريدة وفرص الاستكشاف، التي لا مثيل لها في أي منتجع آخر.
أمالا مقتبسة من كلمة أمل، وقد جاء المشروع ليرسم مستقبل الرفاهية بتجارب عميقة وفريدة، تتخطى مفردات الوجهات السياحية لتكون تجربة غنية مستوحاة من الفنون ونقاء البحر ومتعة الاستجمام. إذ تستدعي طبيعة المكان وأجواؤه الساحرة في منطقة تبوك أجواء منطقة الريفييرا الفرنسية الشهيرة، بمناخها المعتدل، إضافة إلى هدوء طبيعتها ومناظرها الجبلية الخلابة، وبيئتها البحرية النقية على صفحة المياه الفيروزية للبحر الأحمر.
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، جرى تأسيس منظمة إدارة التطوير التابعة لصندوق الاستثمارات العامة بالتعاون مع الرئيس التنفيذي لأمالا المكلف بتطوير هذه الوجهة. وسيوفر صندوق الاستثمارات العامة التمويل الأولي للمشروع، بينما تجري دعوة شركات القطاع الخاص والمستثمرين في السوق للاستثمار وتشغيل مرافق المشروع، الذي يُتوقع أن تنتهي مراحله كافة بحلول عام 2028.
محمية طبيعية
يقع المشروع في نطاق محمية الأمير محمد بن سلمان الطبيعية، على مساحة 3800 كيلومتر مربع، في قلب الطبيعة البكر، في أجواء من الهدوء والسكينة. ستضفي أمالا على جدول روادها أجواءً من الثقافة والفنون بأنشطة ومعارض فنية، ومحافل متنوعة تمتد طوال العام. كما ستوفر ورشًا خاصة بالفنانين، ومتاجر لاستعراض أعمالهم، إضافة إلى أرقى المطاعم، لتكتمل التجربة الفريدة في مكان واحد.
هذه التجارب ستلقي الضوء على الاستجمام والصحة المتكاملة في ثلاثة مواقع خلابة تشمل الخلجان الثلاثة، والجزيرة، والساحل المطور، وستوفر مرافق فاخرة لممارسة الرياضات النخبوية، إضافة إلى رحلات الغوص والغواصات لاستكشاف الشعاب المرجانية وجمال الحياة البحرية التي تميز البحر الأحمر.
الخلجان الثلاثة
بإطلالة باهرة على الجبال الشاهقة، وزرقة البحر، وجمال الشعب المرجانية الأخاذة، تقع الخلجان الثلاثة مجسدة مقرًا للاسترخاء والاستجمام والرياضة. إذ تضم أرقى المرافق الصحية في العالم، ومنتجعات عالمية فاخرة، وأنشطة استجمام فريدة، حيث تقدم مجموعة مختارة من العلاجات الأصيلة المستوحاة من البيئة المحلية، بالإضافة إلى المرافق التشخيصية والعلاجية المتطورة. ستتضمن الخلجان الثلاثة أكاديمية مميزة لممارسة الرياضة، ومرافق للأندية الرياضية المتنوعة تشمل الفروسية، والبولو، وسباق الهجن، والصقور، والغولف، والتنس.
يُتوقع أن تصبح هذه الوجهة واحدة من المراكز الرائدة في العالم لرياضة الغوص من خلال التجارب التي تقدمها للزوار لاستكشاف الثروات البحرية الغنية النادرة والتي تشمل الدلافين، والسلاحف، والشعاب المرجانية الجميلة والنادرة. يبلغ عدد الفنادق في الخلجان الثلاثة 16 منشأة توفر 1325 غرفة فندقية، و435 فيلا وشقة فندقية.
الجزيرة
ستكون الجزيرة ملاذًا فريدًا للفنانين تلبي تطلعاتهم الفنية من استوديوهات، ومحلات حرفية، ومعارض، ومرافق تحتضن الفنون كافة. وتتغنى الجزيرة بحدائقها العربية المصممة على هيئة متحف حي للأعمال الفنية، والمنحوتات، والمناظر الطبيعية الخلابة، التي تحيط بالفيلات الخاصة. بينما تكتمل رفاهية التجربة بمنتجعات فاخرة على واجهة الشاطئ، ومراس ساحرة، لتكون الجزيرة هي الأكثر تميزًا في العالم. ستضم الجزيرة سبعة فنادق توفر 400 غرفة فندقية، و200 فيلا وشقة فندقية.
الساحل المطور
حتى تكتمل التجربة الماتعة، فقد انصب الاهتمام على المغامرات البحرية وجمال الطبيعة الآسر التي يجري الحفاظ عليها في الساحل المطور، أحد أهم معالم الجزيرة. سيجري إحياء الساحل ببرنامج أنشطة فنية وثقافية من حول العالم، إضافة إلى متحف للفن المعاصر، وقرية ثقافية، لتكون مقرًا يجمع نخبة من المثقفين ومتذوقي الفن، والمؤثرين من أنحاء العالم كافة، وتصبح مركزًا للفن والثقافة في الشرق الأوسط. وستضم منطقة الساحل المطور سبعة فنادق، توفر 800 غرفة فندقية، إضافة إلى 200 فيلا وشقة فندقية.
وجهة مستدامة
من أهم ركائز المشروع الحفاظ على البيئة البحرية ونقاء الساحل، لذلك وُضعت الاستدامة أولوية في تطوير المشروع، إذ يجري تبني سياسة التطوير الخالي من الكربون. ومن ضمن معايير الاستدامة المتبعة، استخدام ألواح الطاقة الشمسية لإمداد الطاقة بالكامل، وإدارة النفايات وإعادة التدوير، كما سيجري اعتماد تقنيات الزراعة كصناعة ثانوية في أمالا لزيادة الإنتاج العضوي المحلي قدر الإمكان.
يأتي مشروع أمالا محركًا رئيسًا لدفع عجلة الاقتصاد وتوفير فرص استثمارية للقطاع الخاص المحلي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر للمساهمة في تطوير قطاع السياحة في المملكة، والحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي، وتحقيق الاستدامة انسجامًا مع رؤية المملكة 2030.
مطار مستوحى من السراب الصحراوي
استوحي مطار أمالا من تأثير السراب الصحراوي الساحر، ليعكس الطبيعة الصحراوية الخلابة. من المتوقع أن يستقبل مطار أمالا حوالي مليون زائر عند افتتاحه رسميًا، بعد اكتمال إنشائه عام 2023.
سيوفر المطار بيئة فريدة مستوحاة من فلسفة أمالا الخاصة، مُشكلاً مساحة تعكس أسلوب الفخامة وأرقى مستويات الرفاهية، ونقطة انطلاق مثالية لرحلة لا نظير لها من التجارب الرائعة التي ستُحفر في ذاكرة المسافرين الأكثر تميزًا والقادمين من كل أنحاء العالم بحثًا عن تجارب فريدة.
عند الهبوط سيشاهد الزوار من الأعلى قطعة فنية ساحرة. وعند الاقتراب من المطار، سيأسر الزوار تصميم المبنى المهيب بخطوطه الهندسية العاكسة التي تمنح تأثير السراب الصحراوي. وسيكتمل المشهد الرائع مع ساحة المبنى التي تتميز بتصميماتها الداخلية المعاصرة والتي تزيدها ألقًا مجموعة من الأعمال الفنية والتجارب الفريدة. كما من المقرر أن يعكس المطار روح الضيافة الفاخرة التي ستوفرها أمالا، والتي تشمل الفنون والثقافة والاستجمام والصحة والنقاهة والرياضة والطبيعة الخلابة وأسلوب حياة الرفاهية والفخامة.