أحمد عمارة
تشكل منطقة جازان وجهة سياحية جاذبة بما حباها به الله سبحانه وتعالى من طبيعة خلابة، وبيئة مذهلة، وجمال ساحر، وتاريخ عريق يكتنز أسرارًا دفينة. يجسد كل ذلك مزيجًا ساحرًا يجذب الزائرين والسائحين إلى ربوع المنطقة لاستكشافها والاستمتاع بتكويناتها الجبلية الفريدة ومناظرها المبهرة.
تعد قلعة "الحمى" التاريخية أحد المواقع الأثرية المميزة المطلة على ضفاف وادي ضمد الشهير. تحتضن جازان عددًا من الأودية منها وادي جورى، ووادي الرمح، ووادي دفا، ووادي موهد، وهي من المناطق المطيرة صيفا.
شيدت القلعة من الصخور والطوب الأحمر المحروق، وتشتمل على طابقين وكثير من الغرف المتلاصقة. تزدان القلعة بمداخل ذات عقود مدببة، ويزينها فناء، وتضم مخازن لجمع المحاصيل الزراعية وغيرها.
اشتمل تصميم القرية على برجين أحدهما في الجهة الشمالية، والآخر في الجهة الشرقية، وكان الحرس يستخدمونهما لأغراض المراقبة والحماية.
يرجع تاريخ القلعة إلى عام 1256 هـ حين بُنيت على يد الحسين بن علي آل خيرات بأبعاد مربعة الشكل تبلغ أضلاعها نحو مئة متر. ورغم أن بعض الحوائط في القلعة مهدمة بأثر الزمن إلا أن ما بقي منها من بُنيان يشهد على عظمة هذا المعلم الجميل وأصالته، وتاريخه العريق.